تختلف الأبعاد الشخصية في سيرة حياة الأئمة (عليهم السلام) من معصوم إلى آخر وإن كان محور المشترك بينهم العصمة الكبرى إلا أن هناك فروقات في المسيرة الإمامية فمنهم من كان مبلغاً ومنهم من كان فقيها ومنهم من كان سلطاناً وبين القتل والسم قضوا نحبهم وفي البعد النفسي لسيدنا ومولانا الكاظم (عليه السلام) نجد أهم خصلة وهي كظم الغيظ والعفو ولعل هذه تأتي من نقاء الروح وصفاء النفس فلا يمكن لأي شخص أن يمتلك هذه السجية ويكظم الغيظ في مسيرة حياتة حتى أطلقوا عنه كاظم الغيظ.
وألقابه تدل على مظاهر شخصيته، ودلائل عظمته، وفعلاً كانت حياته حافلة بتجليات هذه الصفات الفضيلة، وهي عديدة منها: الزاهر، لأنه زهر بأخلاقه الشريفة، وكرمه الموروث عن جدّه الرسول الأكرم (صلّى الله عليه وآله). ولقب ايضا بالكاظم، لما كظمه عما فعل به الظالمون من التنكيل والإرهاق.
وقد آمن بذلك جمهور المسلمين على اختلاف مذاهبهم وقد وصفه الشيخ المفيد بالقول بالقول: "كان أبو الحسن موسى عليه السلام، أعبد أهل زمانه وأفقههم وأسخاهم كفاً وأكرمهم نفساً.
وفي محطة أخرى قال الشيخ المفيد: "كان يكنّى أبا إبراهيم، وأبا الحسن، وأبا علي، ويعرف بالعبد الصالح". وألقابه كثيرة أشهرها: الكاظم، ثم الصابر، والصالح، والأمين، ويقول ابن الأثير "إنه عرف بهذا اللقب لصبره ودماثة خلقه، ومقابلته الشرّ بالإحسان". ولقب بالصابر، لأنه صبر على الخطوب والآلام التي تلقاها من حكام الجور والطغاة، الذين قابلوه بجميع ألوان الإساءة والمكروه. ولقب بالسيد الوفي و"ذو النفس الزكية لصفاء ذاته، ونقاوة سريرته البعيدة كل البعد عن سفاسف المادة، ومآثم الحياة، نفس أبيّة زكيّة، طاهرة، كريمة، سمت وعلت حتى قلّ نظيرها. ويقلب عليه السلام بـ باب الحوائج وهو من اشهر القابه ذكرا، وأكثره شيوعاً، انتشر بين العام والخاص، حتى أنه ما أصاب أحدهم مكروه إلا فرّج الله عنه بذكره الإمام الكاظم، وما استجار بضريحه أحد إلا قضيت حوائجه، ورجع مثلوج القلب، مستريح الضمير ممّا ألّم به من طوارق الزمن التي لابدّ منها.
اضافةتعليق
التعليقات