الذنب يسعى نحوي، يطاردني وكأني فريسته الوحيدة وأنا أضعف من شباكه.. تزلزل كياني أحياناً كلمات من صديق مخلص، صحوة ضمير، لحظة خوف.. لكن سرعان ما أعود لذنوبي، فهناك شيء بداخلي يشعرني بأن ذنوبي غير قابلة للتوبة وبأني لست ذاك الشخص الذي يحبه الله تعالى.
لكن.. أرجوك لاتتخلى عني يا صديقي فقد تكون أنت فرصتي للنجاة.. خذ بيدي لنصعد سلم الإيمان مرقاة بعد مرقاة حتى نفوز ونظفر معاً بالنعيم الأبدي..
هذا لسان حال كثيرٍ من المذنبين الذين وإن كانوا ضعيفي العزيمة إلا أن المجتمع لم يعرف أيضاً كيف يحتويهم ولم يقدم لهم المساعدة التي يحتاجونها.
فالبعض ينصح المذنب فقط ليسقط عن كاهله واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والبعض يتكلم معه بكلام غليظ ينبع عن حقد دفين وكأن لا ذنب لديه شاعراً بالرضا من وجود المذنبين لأن وجودهم يقلل من تأنيب ضميره من خطاياه التي لا يعلم بها غيره.
إن هداية المذنب لا تحتاج إلى معجزة بل تحتاج فقط إلى يد حانية تنتشله من ظلامه، ومعاملة بعيدة كل البعد عن التكبر.. فنحن لا نعلم ما سيؤول إليه مصيرنا ولابد لنا أن نعتبر من هذه القصة:
كان في بني إسرائيل أخوان يعيش أحدهما في الطابق السفلي والآخر في الطابق الأعلى، وكان أحدهما منقطعاً إلى العبادة والثاني كان منقطعاً للفجور، وقد مضت عليهما سنون طويلة وهم على هذه الحال، وبعدها فكر الأخ الذي كان مشغولاً بالمعاصي في نفسه: إلى متى أبقى على معصية الله سبحانه وتعالى؟ فقرر أن ينزل إلى أخيه ويتوب إلى الله ويطهر نفسه من الذنوب وأن يقضي بقية عمره في طاعة الله سبحانه.
وفي نفس الوقت كان الأخ العابد يفكر في نفسه: إلى متى أبقى على ركوعي وسجودي وتقشفي؟ فلأصعد إلى أخي وأتمتع ببعض متع الحياة! فصعد هذا ونزل ذاك، فأمر الله سبحانه وتعالى عزرائيل بأن يقبض روحيهما في تلك الحال، وقد حبطت أعمال ذلك العابد بأجمعها!.
وكما جاء في رواية الإمام الصادق عليه السلام: لا تسقط من هو دونك فيسقطك من هو فوقك، وإذا رأيت من هو أسفل منك بدرجة فارفعه إليك برفق ولا تحملن عليه ما لا يطيق فتكسره، فإن من كسر مؤمنا فعليه جبره.
اضافةتعليق
التعليقات