من المعروف أنهُ من الأسرة تبدأ تربية الفتاة التي من المفترض أن تكون تربية لبناء جيل يتسم بالقيم والعادات السامية، هي تلك التربية التي تكون مستمدة أصولها وقيمها ومفاهيمها الأساسية من القرآن الكريم، ومن السنة النبوية المطهرة، التي تسكبها على أبناءها من بعدها.. لتنشأهم كما نشأت هي..
لكننا نلاحظ أن ذلك لا يظهر إلا في بعض البيوت الواعية فقط أما في الأغلبية فنجد الفتاة بين نارين وعلى الأسرة والمجتمع يحددوا في أية نار يجب ان ترمي الفتاة نفسها لتحترق..
ومنها النار التي تقوم على تربية متخلفة من ضغط وتشدد عليها من دون فهم بـعواقب الأمور التي تجرها بعد ذلك فيجعلونها صماء بكماء لاتعرف من الحياة إلا مايعلق على جدران بيتها الذي لا تفارقه ولا تلتقي فيه بأحد ولا يحق لها أن تسمع شيء أو تشاهد شيء... وكأنها قطعة من الأثاث الذي يملكهُ سكان الدار...
وهذا يخلف عواقب وخيمة تميل إلى ناحيتين: منها أن تكون غير قادرة على تحمل المسؤولية فلا تقدر على فهم ماتتطلب الحياة منها.. ودائماً يتسلط عليها الشعور بالخوف من المجهول وهذا يمكن من ناحية.. أما من ناحية أخرى فإن زيادة الضغط يؤدي إلى الإنحراف.. بسبب مايخلفه التسلط والكبت والتدخل اللامحدود بحياتها فيؤدي بها إلى ذلك الطريق الشائك... أما النار الأخرى التي تحترق فيها تجدها مخالفة لما سبق كلياً فترى السهو والإهمال الذي يجعل الفتاة عرضة إلى الضياع في متاهة الحياة.. فتجدها غير مبالية لما يصيب سمعتها أو سمعة أهلها غارقة في بحر تظنهُ عسلا لكنه أمر من الحنظل.. وتحت ذرائع واهية منها (الـتـطـور)!!
إن التطور هو التربية السليمة القائمة على ركائز صلبة قويمة فهي تدور حول القيم والأخلاق والمبادئ من دون ضغط ولا رخاوة وتقوم على إكتمال شخصية لتعرف ماذا وماذا تريد فهي مثال صالح لتربية جيل جديد.. وكما قال الشاعر المصري حافظ إبراهيم:
الأم مدرسة إذا اعددتها
أعددت شعباً طيب الأعراق
ومن دون ذلك فهي ضحية الأسرة والمجتمع إذا لم تعِ تلك الفئات الغائصة في بحر الظلام، لتجعل منهم قاتليها ولتجعل منها الضحية..
اضافةتعليق
التعليقات