في هذا اليوم (21 مارس) يصادف عيد الام أو يوم الأم، و يطلق عليه (بالإنجليزية: Mother's Day) ويتم الاحتفال بالأمهات وتكريمهن، واستخدم هذه التسمية رئيس الولايات المتحدة وودرو ويلسون في القانون كعيد رسمي في الولايات المتحدة. من قبل الكونغرس الأمريكي في أُسس القانون، و كان أول من احتفل بهذا اليوم أنا جارفيس (في عام 1908 ) عندما احتفلت بذكرى والدتها في أمريكا، و عملت بعد ذلك لجعل عيد الام من الاعياد المعترف بها في الولايات المتحدة، و أصبح الآن يحتفل به في جميع العالم، ولايزال عيد الأم من أضخم الايام للمبيعات من الزهور و بطاقة المعايدة في الولايات المتحدة، وفي تاريخ هذا العيد يقول اهل العلم ان الاحتفال به كان في مطلع القرن العشرين.
"اما في الدول العربية فكانت مصر هي من احتفلت به عربيا، كما ذكر ان الصحفي المصري الراحل علي أمين مؤسس جريدة أخبار اليوم مع اخيه مصطفى امين حيث طرح علي أمين في مقاله اليومي "فكرة" طرح فكرة الاحتفال بعيد الأم قائلا: لماذا لا نتفق على يوم من أيام السنة نطلق عليه يوم الأم ونجعله عيدا قوميا في بلادنا وبلاد الشرق، ثم حدث أن قامت إحدى الأمهات بزيارة للراحل مصطفى أمين في مكتبه وقصت عليه قصتها وكيف أنها ترمَّلت وأولادها صغار، ولم تتزوج، وكرست حياتها من اجل أولادها، وظلت ترعاهم حتى تخرجوا من الجامعة، وتزوجوا، واستقلوا بحياتهم، وانصرفوا عنها تماماً.
فكتب مصطفى أمين وعلي أمين في عمودهما الشهير “فكرة” يقترحان تخصيص يوم للأم يكون بمثابة يوم لرد الجميل وتذكير بفضلها، وكان أن انهالت الخطابات عليهما تشجع الفكرة، وبعدها تقرر أن يكون يوم 21 مارس ليكون عيدًا للأم، وهو أول أيام فصل الربيع؛ ليكون رمزًا للتفتح والصفاء والمشاعر الجميلة".
وعند الشيعة الامامية يحتفلون بعيد الام في يوم ميلاد فاطمة الزهراء (عليها السلام) المصادف (20) جمادي الاخر، فيكون عيد الام حيث يعطى الأبناء هدية لأمهاتهم، فيما الأزواج يعطون هدايا لزوجاتهم وعادة يجتمعون الابناء عند الام ويهدون الزهور للنساء.
تحتل الأم مكانة مهمة وأساسية في الحياة، فهي المربية والصابرة، وتسهر الليالي للاعتناء بالأبناء غير منتظرةٍ كلمة شكر من أطفالها، فلذلك كرّمت من الله اولا فجعل الجنة بعظمتها وعظمة مكانها جعلها الله تحت اقدامها، لا احد منا يستطيع ان يرد جميلها مهما قدم لها، لذلك كفاها الله بقدر عملها. فقال النبي محمد (صلى الله عليه واله وسلم): "الجنة تحت أقدام الاُمهات".
منزلة الام في القران الكريم والسنة
قال تعالى ((وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً))، في هذه الآية جمع الله سبحانه وتعالى الحمل والولادة والفطام، لكل رحلة جهد وتعب وألم، ويعتبر الم الولادة هو ثاني أقسى ألم في العالم بعد الحرق حيا!!، وهذا كافٍ من أجل معرفة شأن الأم وقدرها، ولقد أوصى القرآن الكريم بالأم، وكرر تلك الوصية لفضل الأم، وقال تعالى: (فلا تقل لهما اُف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً)، لفت النظر حتى في التعامل مع الام فلا تقل لهما كلام سيء يؤلم قلبها، وان كانت كلمة صغيرة، فقال الله تعالى: (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا على وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ)، {وبراً بوالدتي ولم يجعلني جباراً شقياً}، ( وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً).
الرسول محمد وبيان مكانة الام
النبي الأكرم (صلى الله عليه واله وسلم) "كن باراً واقتصر على الجنة، وإن كنت عاقاً فاقتصر على النار"، فاصل صغير بينهما فقط يعتمد على تعاملك مع امك اما الجنة واما النار، وقل لهما قولاً كريما"، وعن هذا يقول رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم)، "لو علِمَ الله شيئاً هو أدنى من أُفّ لنهى عنه، وهو من أدنى العقوق.
الامام زين العابدين وحق الام
(فحق أمك أن تعلم أنها حملتك حيث لا يحمل أحد أحداً وأطعمتك من ثمرة قلبها ما لا يطعم أحد أحداً، وأنها وقتك بسمعها وبصرها ويدها ورجلها وشعرها وبشرها وجميع جوارحها مستبشرة فرحة، محتملة لما فيه مكروهها وألمها وثقلها وغمها، حتى دفعتها عنك يد القدرة وأخرجتك إلى الأرض. فرضيت أن تشبع وتجوع هي، وتكسوك وتعرى، وترويك وتظمى، وتظلك وتضحى، وتنعمك ببؤسها وتلذذك بالنوم بأرقها، وكان بطنها لك وعاء وحجرها لك حواء، وثديها لك سقاء، ونفسها لك وقاء، تباشر حر الدنيا وبردها لك ودونك، فتشكرها على قدر ذلك، ولا تقدر عليه إلاّ بعون الله وتوفيقه)، من دعاء الإمام زين العابدين عليه السـلام لأبـويه: «اللّهم اجـعلني أهـابهما هيبة السلطان العسوف، وأبرهما برّ الأم الرؤوف، واجعل طـاعتي لوالدي وبري بهما أقرّ لعيني من رقدة الوسنان، وأثلج لصدري من شربة الظمآن، حتى أوثـر على هواي هواهما، وأقدّم على رضاي رضاهما، وأستكثر برهما بي وإن قـل، واستقل بري بهما وإن كثر، اللّهم خـفض لهما صوتي، وأطب لهما كلامي، وألن لهما عريكتي، وأعطف عليهما قلبي وصيرني بـهما رفيقاً، وعليهما شفيقاً)).
حقوق الأم على أولاد، السلام ولقاء التحية عليها، رد الاحسان عليها، ودفع الضر عنها، ومن الآداب ان لا ترفع صوتك اثناء الحديث، اخفض من الصوت احتراما وتقديرا لعمرها، لا تدعها باسمها بل نادها بأحب الاسماء اليها، كن قريبا لها وشاركها في اوقات فرحها وحزنها، ومن دأب الطريق ان لا تمش قبلها، ولا تسارعها في خطواتها، جالسها بطيب، وعاملها برفق ولين، وعند رؤيتها اطلق بشارة وجهك، وحلاوة لسانك، لا تجلس قبلها انتظرها تجلس، قدم لها المساعدة، شاركها في الدعاء والزيارة، قبل يديها فهذه جنتك، اطلب رضاها لان رضى الله من رضاها، فما تقدمه اليوم تناله غدا، بروا اباكم يبركم ابنائكم.
هل ينتهي حق الام عند موتها
لا ينتهي بر الام بموتها، بل يستمر برها إلى اخر يوم، فقد روى إن رجلاً جاء إلى رسول الله صلّى الله عليه واله و سلم، فقال: (يا رسول الله هل بقي من بر أبوي شيء أبرهما به بعد موتهما؟ قال: نعم الصلاة عليهما، والاستغفار لهما وإنفاذ عهدهما من بعدهما، وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما، وإكرام صديقهما)، و أن تكثر من الدعاء لها والاستغفار، ومراعاة الارحام، والإحسان لجميع معارفها، والتصدق نيابة عنها، وصلاة بر الوالدين المتوفين ركعتان كالتالي:
الأولى: الفاتحة و ( 10 ) مرات ( رب اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب).
الثانية: الفاتحة و ( 10 ) مرات ( رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمناً وللمؤمنين والمؤمنات).
فإذا سلمت فقل ( 10 ) مرات: ((رب ارحمهما كما ربياني صغيراً واجزهما بالاحسان إحساناً وبالسيئات غفراناً، إنك أنت الغفور الرحيم))، ثم تقول: ربي إني صليت وركعت وسجدت لك وحدك، لا شريك لك، لأن الصلاة والركوع والسجود لا تكون إلا لك، فتقبلها مني، وابعث بثوابها لقبر والديّ (واذكر اسم والديك)، قراءة سورة الفاتحة وإهدائها إلى أرواح المؤمنين والمؤمنات، المصدر: كتاب مفاتيح الجنان.
اضافةتعليق
التعليقات