• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

دلفري

خديجة الصحاف / الأربعاء 21 كانون الأول 2022 / ثقافة / 1783
شارك الموضوع :

إن حرص على الإنسان على طعامه يجب أن لا يتوقف على حليّته وطهارته المادية، فالأمر أبعد من ذلك

ربما كثيرون مثلي قد لفت نظرهم مؤخرا كثافة الدراجات النارية التي تجوب الشوارع كي توصل طلبات الطعام للزبائن .

ادهشتني سرعتها الجنونية وهي تنطلق كالصاروخ وكأنّ الزبون يتضور جوعا بانتظار وجبته، علمت فيما بعد إن سرعة ايصال الطلب تعتبر ميزة للمطعم صاحب الوجبة، وعامل الإيصال ربما يعاقب أو يُوبّخ إذا تأخر! .

هذه الظاهرة التي أصبحت طاغية في مجتمعنا وكأنّ النساء لم يعدنَ يطبخْنَ في بيوتهن !

عندها تذكرت أمي، وطقوسها المقدسة التي لا تتخلف فيما يخصّ الطعام، حيث كانت ترفض أن نأكل من خارج البيت طعاما تجهل مصدره، وترتاب بمن أعدّه؛ لذا كنا من النادر أن نأكل خارج البيت، وحتى في السفر كانت تحرص على إعداد الطعام بنفسها .

كانت تدرك - بفطرتها - إن مايدخل الجوف ينعكس على الروح، ويترك بصماته عليها دون أن يشعر الإنسان؛ وكانت تحرص على بقاء أرواحنا نقية من كل تأثير سلبي!

كل يوم عند منتصف النهار كانت وجبة الغداء جاهزة، تتسبك على نار هادئة بانتظار عودتنا من المدرسة، وفي الأعياد والمناسبات كانت تتحفنا بوجبات استثنائية فاخرة !

علاقة أمي بالطعام أعمق مما تبدو، فقد كانت مشاعرها وحالتها النفسية تنعكس على ما تطهو؛ فكنّا نشعر إذا كانت منشرحة الفؤاد، أو منزعجة بمجرد أن نتناول لقمة واحدة !.

وأثناء إعدادها للطعام كانت أحيانا تسبّح، أو تقرأ ما تحفظ من أدعية أو سور قرآنية، فيمتزج طبيخها بالبركة، وفي أيام محرم كانت تقرأ أبيات الرثاء الحسيني وتبكي، فكان طعامها يشاركها مشاعر الحزن، وفي كل وجبة كانت تضع جزءا من كيانها؛ لننموَ ونكبرَ في عافية من طعام نضج أثناء ذكر الله وتسبيحه !.

إن حرص على الإنسان على طعامه يجب أن لا يتوقف على حليّته وطهارته المادية، فالأمر أبعد من ذلك ويجب التأكد من طهارته المعنوية، وطبيعة اليد التي تتعهده!

ومن طريف ما يُروى عن الإمام علي (عليه السلام) إن قنبر مولاه جاءه يوما بطعام إفطاره وكان جرابا فيه سويق وعليه خاتم، فقال له رجل: يا أمير المؤمنين إن هذا لهو البخل تختم على طعامك؟! فضحك الإمام عليه السلام وقال: لا أحب أن يدخل بطني شئ لا أعرف سبيله، وكان يقول أيضا: أكره أن يدخل بطني غير طيب.

ربما يفهم البعض من كلامي بأني ضد الأكل من خارج البيت مطلقا، وبالتالي فإن الكلام يصبح غريبا، أو صعب التنفيذ، أو مبالغا فيه، ولكنني أعتقد أن بإمكاننا أن نحتاط قدر الإمكان، ولا بأس من ارتياد المطاعم الموثوقة في مناسبات معينة، وكسرا للروتين، أما أن يصبح هذا الأمر أسلوبا للحياة فهذا هو الغريب برأيي!.

وينبغي علينا أن نتوسع في فهمنا لقوله تعالى: { فَلۡیَنظُرِ ٱلۡإِنسَـٰنُ إِلَى طَعَامِهِ }  ليشمل هذا النظر التأمل في كل جوانب الطعام، ماديا ومعنويا، مصدره ومنتهاه؟

وأكرر ثانيا بإمكاننا الاحتياط قدر الإمكان فما لايُدرك كلّه، لا يُترك جلّه .

لقد قرأنا وسمعنا الكثير من القصص في حياة علمائنا الأعلام حول دقّتهم في انتقاء ما يأكلون، واهتمامهم في طهارة الأشخاص الذين يعدّون طعامهم؛ لأنهم يدركون جيدا تأثير الطعام على روح الإنسان، وصفائها، والغريب إنهم كانوا يكتشفون إذا ما مسّ طعامهم أي مؤثر معنوي يؤثر على شفافية أرواحهم.

إن البركة .. كل البركة في الطعام الذي تعدّه أمهاتنا، طعام نكهته الحب، ومزاجه مشاعر الحنان والأمومة التي لا تنضب، طعام صُنع بحب، وأُكِلَ برضا .

التغذية
السلوك
الايمان
الشخصية
مفاهيم
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    بناء التنوع.. شعار اليوم العالمي لهندسة العمارة

    جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية تنظم فعاليات نادي ريحانة الصيفي للفتيات

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    "رقبة التكنولوجيا" المنحنية... آثار الإدمان الرقمي وكيفية الوقاية

    محرّم في زمن التحول

    تحدّي عاشوراء: أربعون يوماً لتكون حسينيّاً في زمن الضياع

    آخر القراءات

    اكتئاب ما بعد الولادة: ليس عيب في الشخصية أو أحد مظاهر الضعف

    النشر : السبت 15 ايلول 2018
    اخر قراءة : منذ ثانية

    علي عليه السلام قوة الحق التي لا تقهر

    النشر : الخميس 13 نيسان 2017
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    الخلوة.. علاج الروح

    النشر : الأربعاء 30 تشرين الثاني 2022
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    رحى

    النشر : الأربعاء 21 تشرين الاول 2020
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    كيف تتفادي عدم الإعتداء على طفلك؟

    النشر : الأثنين 26 تشرين الثاني 2018
    اخر قراءة : منذ 5 ثواني

    "السرطان الخفي".. تعرَّف على مخاطر الوشم

    النشر : الأحد 28 آب 2022
    اخر قراءة : منذ 5 ثواني

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1176 مشاهدات

    مدينة الانتظار: تُجدد البيعة والولاء في عيد الله الأكبر

    • 605 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو": صدفة؟ أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 423 مشاهدات

    بعد تراجع وفيات النوبات القلبية.. ما الذي يُهدد حياتنا الآن؟

    • 423 مشاهدات

    حين تباع الأنوثة في سوق الطاقة: عصر النخاسة الرقمي

    • 390 مشاهدات

    ابتسم… أنت تمضي بلا هوية

    • 385 مشاهدات

    هاجر حسين كقارئة: طموحات مستقبلية ورسالة ملهمة

    • 3638 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 1522 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1306 مشاهدات

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1176 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1169 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1106 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    بناء التنوع.. شعار اليوم العالمي لهندسة العمارة
    • منذ 21 ساعة
    جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية تنظم فعاليات نادي ريحانة الصيفي للفتيات
    • منذ 21 ساعة
    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب
    • منذ 21 ساعة
    "رقبة التكنولوجيا" المنحنية... آثار الإدمان الرقمي وكيفية الوقاية
    • منذ 21 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة