الصفحة الرئيسية

العدد 77

اتصلوا بنا

 

الالتهابات التنفسية الحادة عند الأطفال دون سن الخامسة من العمر

 

في حوار مع الدكتورة رفعت الوائلي الأخصائية في رعاية الأم والطفل في مستوصف سيد الشهداء (ع)

س1: ما هي أهم المشكلات الصحية الرئيسية في مجتمعاتنا خلال الأشهر الباردة من السنة حسب تجربتكم الطبية ؟

في البداية أشكر أسرة تحرير مجلة بشرى على جهودها الجبارة لإصدار هذه المجلة والتي نالت إعجابي كثيراً وأتاحت لي هذه الفرصة لخدمة الأسرة والمجتمع.

إن أهم المشكلات الصحية الرئيسية في مجتمعاتنا خلال هذه الأشهر من السنة، الالتهابات التنفسية عند الأطفال دون الخامسة من العمر، وإن الأسلوب القديم في النظام الصحي الذي يتركز على إكمال المستشفيات وانتظار مراجعة المريض بعد إصابته مما يؤدي إلى هدر الأموال الطائلة ويظل قاصراً على المشكلات الصحية قبل بدئها ومعالجة العوامل التي تزيدها. وسبب تخصيصنا الحديث عن الأطفال دون الخامسة من العمر هو أن هؤلاء الأطفال لا يتكلمون جيداً ليعبروا عن حالتهم المرضية وآلامهم التي يعانون منها.

س2: إذا كانت الالتهابات التنفسية الحادة عند الأطفال دون الخامسة من العمر هي من أهم المشكلات خلال هذه الأشهر الباردة فكيف يمكن السيطرة على هذا النوع من الالتهابات؟

إن السيطرة على الالتهابات التنفسية الحادة لدى الأطفال دون الخامسة من العمر يؤدي إلى خفض معدل المرض والوفاة بسبب الالتهابات التنفسية وخاصةً مرض ذات الرئة.

ولتحقيق هذه الأهداف ينبغي:

1. تطبيق التدبير السريري السليم لمعالجة المصابين بالالتهابات التنفسية الحادة لدى الأطفال دون الخامسة من العمر وفق أسس منظمة الصحة العالمية.

2. تغطية الأطفال باللقاحات المشمولة بالبرنامج الموسع للتلقيح وذلك لأن نقص أغلبها يسبب الالتهابات التنفسية مثل: السل، الحصبة، السعال الديكي....

3. التوعية الصحية للعوائل والأمهات خاصة، حتى تمّيز العلامات المهمة والخطرة للالتهابات التنفسية الحادة التي تتطلب نقل الطفل فوراً إلى أقرب مؤسسة صحية.

4. الاستعمال الصحيح للمضادات الحياتية (الحيوية)، يعني أدوية الالتهاب وأدوية السعال وحسب إرشادات الطبيب.

5. الرعاية المنزلية للأطفال المصابين بالتهابات تنفسية حادة.

6. تقليل وتجنب عوامل الخطورة العامة.

س3: إذا كانت اللقاحات هي إحدى العوامل المساعدة للحد من الإصابة بهذه الالتهابات التنفسية عند الأطفال، فما هي هذه اللقاحات التي يجب على الأم الالتزام بمواعيدها ؟

1- اللقاح الثلاثي ويشمل:

ا)  السعال الديكي.

ب) الكزاز.

ج) الخنّاق.

إن كل هذه الأمراض تسبب الإصابة بالالتهابات التنفسية عند الأطفال.

2- لقاح الحصبة.

3-لقاح السل: بي، سي، جي B.C.G .

4-وغيرها من اللقاحات.

س4: كيف تكون الرعاية المنزلية للأطفال المصابين بالالتهابات التنفسية التي أشرتم إليها سابقاً، وما هي الإجراءات التي تتبعها الأم للطفل المصاب في المنزل؟

الرعاية المنزلية تكون كالآتي:

1- تغذية الطفل خلال فترة المرض وبعده بسوائل وأغذية دافئة.

2- زيادة الرضاعة الطبيعية بالنسبة للأطفال الرُضّع.

3- زيادة نسبة إعطاء السوائل للطفل.

4- تدفئة الطفل.

5- تنظيف الأنف.

6- تدفئة الغرفة لتهدئة السعال.

7- نقل الطفل في حالة ظهور علامات الخطورة، إلى أقرب مؤسسة صحية. ومن هذه العلامات: سرعة التنفس أو صعوبة أو عدم الرضاعة أو الشرب.

ما هي عوامل الخطورة التي تساعد في إصابة الطفل بالالتهابات التنفسية لكي تتعرف الأمهات عليها ويتجنبها مستقبلاً؟.

هناك عوامل اسمها عوامل الخطورة العامة وهي:

أ)  سوء التغذية ونقص فيتامين A.

ب) الرضاعة الاصطناعية تسبب اختلاطات مرضية كثيرة عند الأطفال.

ج) ولادة طفل بوزن أقل من 2.5 كغم.

د) تلوث البيئة بسبب التدخين والازدحام ودخان المحروقات.

هـ‍) تعرض الطفل الرضيع للبرد.  

س6: دكتورة رفعت يوجد هناك مفاهيم صحية بسيطة حول التدبير الصحي (السريري) السليم لعلاج الأطفال من عمر شهر إلى عمر خمس سنوات ومصابين بالتهابات تنفسية،  فهل بإمكانكم توضيحها لنا؟

هناك علامات يمكن للأم أن تنتبه لها أو تلاحظها على طفلها وهي:

1- لا يستطيع الطفل الشرب.

2- اختلاجات.

3- صرير (وهو صوت يصدر عند دخول الهواء في الرئة).

4- نعاس أو صعوبة في إيقاظه.

5- سوء تغذية.

وهذه العلامات تعني التهاب رئوي شديد.

العلاج:

- إعطاءه مضاد حيوي.

- إحالته إلى المستشفى فوراً.

- معالجة الحرارة إن وجدت أو الأزيز (وهو صوت يصدر عند خروج الهواء من الرئة).

س7: وهل توجد هناك علامات أخرى تتعرف الأم من خلالها على حالة الطفل المرضية ؟ وهل يوجد لها علاج؟

نعم توجد هناك علامات أخرى خطرة أيضاً وهي:

1- انبعاج الصدر (وهي حالة دخول القسم السفلي من الصدر إلى الداخل).

2- سرعة التنفس: أي:         

 60 نفس/ الدقيقة أو أكثر لطفل عمره أقل من شهرين.

50 نفس / الدقيقة أو أكثر لطفل عمره من 2 - 12 شهر.

40 نفس / الدقيقة أو أكثر لطفل عمره من سنة – 5 سنوات.  الحالة المرضية

وهذه العلامة تعني إصابة الطفل بذات رئة شديد.

العلاج:

- إعطاء الطفل المضاد الحيوي المناسب.

- إحالته إلى المستشفى.

- معالجة الحرارة إن وجدت أو الأزيز بإعطائه موسع القصبات (شراب أو حبوب).

- استعمال مضاد حيوي ومعالجة الحرارة والأزيز إن وجدا.

- إعطاء الطفل الرعاية المنزلية التي ذكرناها أنفاً.

- أخذ الطفل في حالة ظهور العلامات الخطرة أو تطورها إلى أقرب مؤسسة صحية.

س8: هناك حالة نلاحظها على الأطفال أو قد يصاب بها الأطفال دون الخامسة من العمر، تختلف عن الحالات التي ذكرتيها، أي قد لا يشكو الطفل من علامات الخطورة ولا انبعاج الصدر ولا سرعة التنفس فما هو تشخيص تلك الحالة ؟

عندما لا توجد أي علامات خطرة أو انبعاج الصدر أو سرعة التنفس فذلك يعني أن الطفل مصاب بالسعال والبرد ولا يحتاج الطفل سوى الرعاية المنزلية الدقيقة التي ذُكرت في الفقرات السابقة.

س9:  يقولون: (الوقاية خير من العلاج)، فهل توجد لهذه الحالة أي (الالتهابات التنفسية الحادة عند الأطفال المصابين) وقاية تتبعها الأم لكي لا يُصاب طفلها بهذه الحالة المرضية؟

نعم، بالطبع توجد وقاية، والمقولة صحيحة يقيناً، فهذه الوقاية تتم على عدة مراحل:

أولاً: الوقاية البيئية وتتضمن:

أ) الهواء: نقي ودافئ ومعرض لأشعة الشمس، تهوية صحيحة أي لا يوجد تدخين وكل ما يلوث الهواء.

ب) الماء: نظيف وصحي ومتوفر للاستعمال.

ج) الصرف الصحي: يجب أن تكون المرافق الصحية نظيفة، والاعتناء

بنظافتها دائماً.

ثانياً: وقاية صحية باللقاحات، وتوفير أدوية ومستلزمات طبية، بالإضافة إلى توعية صحية للأمهات وأفراد الأسرة، ومكافحة الأشياء والعادات المضرة كالتدخين.

ثالثاً: وقاية تغذوية:

وتعني غذاءً صحياً نظيفا ومتوازناً؛ أي يحتوي على جميع المركبات الأساسية للتغذية من (بروتينات وفيتامينات ومعادن... الخ) حسب النسب المعينة مع مراعاة عمر الطفل.

س10: بعض الأمهات قد يستعملن أدوية لأطفالهن من غير استشارة الطبيب وبكميات (جرعات) غير منتظمة والتي يعتبرنها تعالج حالة الطفل الصحية، وقد ذكرتم موضوع استعمال المضادات الحيوية في أغلب  فقرات العلاج فما هي النصائح التي تقدمينها للأمهات في هذا الخصوص؟

من الضروري الانتباه إلى استعمال المضادات الحياتية (الحيوية) للأطفال، ويجب أن يكون حسب نوع المرض وبكمية محددة، وبأوقات معينة، ولمدة كافية حسب

توجيهات الطبيب المعالج، وليس استعمالاً عشوائياً، كجرعة واحدة أو يوم واحد أو مدة غير كافية، أو مضاد حيوي حسب طلب الأم فإن هذا يؤثر على مناعة الطفل ومناعة الميكروب أي بدلاً من أن يحدّ المضاد (الدواء) من انتشار الميكروب والقضاء عليه فإن هذا الاستعمال العشوائي سيؤدي إلى نتيجة عكسية وهي تقوية مناعة الميكروب.

س11: كلمة أخيرة، ما هي نصيحتكم للأمهات، حسب خبرتكم الطبية؟

هذا الموضوع كان نبذة بسيطة لمراقبة الأطفال دون سن الخامسة من العمر، ولمعرفة حجم مشكلة الالتهابات التنفسية بصورة بسيطة، وبدون سمّاعة الطبيب، ومعظمها تستطيع الأم القيام بها أو الاهتمام بالرعاية المنزلية، وعلامات الخطورة، فإنها تخفف من معدل إصابة الطفل بالمرض (معدل المراضة)، وبالتالي تقلل من نسبة الوفيات التي تحصل بين الأطفال (ولا حاكم ولا حكيم). والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

في الختام تقدم أسرة تحرير المجلة شكرها الجزيل للدكتورة رفعت الوائلي لإتاحة هذه الفرصة لها راجية من المولى القدير ان يوفقها في عملها لخدمة الأسرة والمجتمع.